الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: المنظمات اليهودية ودورها في إيذاء عيسى عليه السلام **
" إن القوى الخفية اليهودية العالمية التي بدأ تأسيسها منذ عام 37م تقريبا، أو- عام 43م- وذلك لمحاربة دعوة السيد المسيح - عليه السلام- وللمحافظة على الهيكل بعد أن أنذرهم المسيح بهدمه، ثم صارت هذه القوة الخفية تضرب جميع شعوب العالم في الظلام، بخنجرمسموم تحت العباءة، منذ شتات اليهود في العالم بالسبي الروماني الثاني عام70م، حتى يومنا هذا ، بزعم أن جميع شعوب العالم مجرمون في حق اليهود ، لأنهم تسببوا في سبيهم وملاحقتهم واضطهادهم. لقد غيرت القوة الخفية عبر عصورالتاريخ المختلفة ، من جلودها وأساليبها، ولكنها لم تغير من أهدافها، حتى وصلتنا في مطلع القرن العشرين - حيث كان مولد الدولة اللقيطة- بما يعرف بالماسونية." وما الماسونية وما تفرع عنها من هيئات ومنظمات وأندية ، سوى الوجه الحديث للقوة الخفية تلك، لقد اتخذت القوة الخفية منذ أن تأسست شعار " الحية النحاسية" شعارا لها واضعة ذيلها في فلسطين ،وتاركة الرأس والجسد يعيثان في العالم فسادا وإفسادا، ولم ولن يهدأ لها بال إلا إذا التقي الرأس بالذنب، وقامت دولة إسرائيل من الفرات إلىالنيل، تحكم العالم ،وتتحكم في مصيره ومقدراته." [ القوى الخفية اليهودية المسونية( المقدمة) بتصرف.] "لقد قضى السبي الروماني على آخركيان سياسى شبه مستقل لليهود، ولكنه لم يقض على إصرارهم في العمل الدائب المستمر للرجوع إلى أرض الميعاد، وتنفيذ مقررات العريش الخمسة، فكيف استطاع اليهود- على قلتهم وضعفهم وجبنهم وشتاتهم- أن يصمدوا للاضطهاد والملاحقة ، فلا يذوبوا كما ذاب غيرهم في الإمبراطوريات الواسعة، ويضيعوا في الشعوب القوية التي عاشوا في كفنها، وإنما تحوصلوا في كليتي التاريخ ينشرون دسائسهم ومؤامراتهم . لقد استطاعوا ذلك بالحيلة والمكروالخداع والمراوغة ، وبتلك الجمعيات والتكتلات السرية التي مكنتهم من رفع لواء المبدأ اللاإنساني في السلوك البشري" الغاية تبرر الوسيلة"وكل ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. لقد أنشأ اليهود لتنفيذ أغراضهم ومخططاتهم جمعيات ومنظمات سرية، اتخذت لها عبر تاريخهم الطويل أسماء وأشكالا مختلفة، لتلائم الزمان والمكان والناس، وهي اليوم تعرف"بالماسونية"[ المرجع السابف: صـ 7، بتصرف.] ونحن لا نغالي إذا قلنا بأن الماسونية ، منذ أن عرفت بشكلها الحالي الجديد، ، إنما هي الأم الرؤوم لكل تنظيم أو جمعية يهودية ، ومنها تفرعت "بنات الماسونية" مثل: البهائية، الدونمة، نوادي الليونز، جماعة شهود يهوه، جمعية بناي برث، عبدة الشيطان...إلخ[ راجع بتوسع: المرجع السابق، صـ 117-166.] " ويعتقد بأنه يوجد في العالم ما يقرب من ثلاثمائة عضو، من كبار الرؤوس اليهودية، منبثين في تنظيمات يهودية سرية، وفي تنظيمات سرية وعلنية أيضا، يحركها اليهود من وراء ستار، ويعرف هؤلاء بعضهم تنظيميا وحركيا، وهؤلاء هم بحسب تقديرات من يعرفون بواطن الأمور، الذين يضعون المخططات السرية لجميع يهود العالم وأنصارهم وعملائهم ليتحركوا بها ضمن أهداف مرحلية،وأهداف بعيدة المدى، ويشكل هؤلاء بمجموعهم ما يشبه حكومة سرية عالمية لا يعرف لها عاصمة، ولا وزراء، تَرى ولاتُرى، تَضرب ولا تُضرب، وتتلاعب بمقدرات العالم ومصيره، بشكل سري مخطط مدروس. أهدافها القريبة: قيام إسرائيل، وجعل العالم كله في حالة ضياع وفوضى، تمهيدا لاستغلاله واستذلاله... وأهدافها البعيدة: قيام مملكة يهوذا عليها ملك من نسل داود، حفيد يهوذا، تقوم على أنقاض عالم متهدم ضائع جائع، تفسخت فيه الأديان والأقوام والأسر.. وتلاشت فيه الحكومات والأخلاق والقيم .. ومن ثم حكمه من أقصاه إلى أقصاه، حكما إرهابيا دكتاتوريا لا صوت فيه يعلو على صوت يهوذا، ولا إله يعرف فيه غير يهوذا... وليس على اليهود سوى أن يقدموا لهذا العالم الضائع الجائع علفا يوميا مقيتا، لا يسمن ولا يغني من جوع، وسخافات توراتية تلمودية لاتخاطب عقلا ، ولا تحيى ضميرا. لقد عاشت الماسونية ، منذ تأسيسها حتى اليوم بجناحين هما:السرية التامة ، شعار إنساني ذو ثلاث شعب هي: الحرية- الإخاء- المساواة" ولاندري- وأيم الحق- سببا لمثل هذه السرية، إذا كانت الماسونية قد أنشئت فعلا لخدمة الإنسانية ، كما يزعم دهاقنتها!! لقد تلفحت الماسونية بالأقسام المغلظة، والتهديد بقتل من يفشى أسراراها من الأعضاء ، أو فضح جرائم المرتدين عنها وسخائمهم، كما بادرت -في الجهة المقابلة - لخدمة الأعضاء الذين يبقون سائرين في ركابها ،كما تلفحت أيضا بالدعاية المتقنة ، والمراوغة الذكية...إلا أن الحقائق قد بدأت تتكشف، وبخاصة في الآونة الأخيرة بعد أن انتشر الوعي بين الناس، عن زيف الماسونية وضلالها، لقد فضحها كبار أساتذتها العظام المرتدون عنها، فما عاد لها ذلك البريق الآخاذ المخادع، وما عادت لها تلك القدسية المغلفة بالأسرار والألغاز، بعد أن تهاوت محابسها من أصابع أنصارها، وتساقطت شعاراتها وقلائدها وإزاراتها من على ياقاتهم وأجسامهم، ولو أنها ما زالت تنفذ عن طريق بناتها، ما عجزت عن تنفيذه بنفسها ، بعد أن تغضن وجهها وشاه منظرها، إنها الأفعى تتلون بكل لـون، والحرباء تتزى بكل زي." [ القوى الخفية اليهودية العالمية ( الماسونية) صـ 12-14، بتصرف, وانظر: خطر اليهودية العالمية ، عبد الله التل، صـ 136-138، والماسونية والصهيونية والشيوعية ، صابر عبد الرحمن طعيمة، صـ 145، حكومة العالم الخفية ، صـ 8، (المقدمة).] فماهي الماسونية ؟ "الماسونية حركة تنظيمية خفية قام بها- على الأرجح- حاخامات التلمود، وخاصة في مراحل الضياع السياسي الذي تعرض له يهود التوراة، فأخذ الحاخامات على عاتقهم إقامة تنظيم يهودي يهدف إلى إقامة مملكة صهيون العالمية." [ الماسونية ذلك العام المجهول، صـ 15، بتصرف.] ومن هذا التعريف يتضح أن الماسونية عبارة عن حركة ذات هدف يهودي بحت، وذات طابع عالمي، تلبس من أجل تحقيق أهدافها كل صور وأدوات العصر الذي تمر به، وطقوس وشعائر المجتمع الذي تكّن فيه لإمكانية تحقيق هدفها الماسوني في خاتمة المطاف. [ أوقفوا هذا السرطان، د/ سيف الدين البستاني، نقلا عن الماسونية ذلك العالم المجهول، صـ 15.] والدلالة اللغوية للفظ"الماسون" أنه مشتق من لفظة "فرماسون" المركبة من لفظتين فرنسيتين، من " فرانك" التي تعني في اللغة الفرنسية "الصادق" و"ماسون" التي تعني "الباني" وتصبح الدلالة اللغوية للفظ الماسون: الباني الصادق، والجماعة الماسونية ، أي "البناة الصادقون" أو"البناؤون الأحرار".[ المرجع السابق، صـ 20، بتصرف] وناهيك بهذا الاسم شاهدا على كذب الملقبين به إذا ليسوا ببنائين ولا بصادقين ، أما كونهم ليسوا ببناة فالأمر واضح، مالم يقل الماسون إن الخراب والبناء متلازمان أو مترادفان!! وهم يشتغلون بخراب بناء العمران، وأما عدم صدقهم فيتضح من تضاربهم في أقوالهم ، وتباينهم في مزاعمهم، فينكر هذا علانية ، ما يعلمه ذلك سرا، ويجاهر الواحد في بلد بما يكتمه أخوه في بلد آخر. يقول الأب لويس شيخو اليسوعي: " من غريب الأمور أن الماسون مع مرضاهم بهذا الاسم الكاذب لا يحبون أن يجاهروا به، وإذا كانت الشيعة الماسونية كاذبة في تعريف أصلها، وكانت أقوالها متضاربة في بيان تاريخها، ترى ما هو تاريخها الصحيح، فهل يعرف منشئها؟[ المرجع السابق، صـ 21، 22،تبصرف.] الجذور التاريخية للتنظيم الماسوني: "ليس من اليسير أن يعثر الباحث على جملة منطلقات تاريخية في مرحلة محددة من عمل واضعي الأسس العقائدية الماسونية ، بحيث تعتبر هذه المرحلة هي الجذر التاريخي في مختلف بلدان العالم القديم والحديث ، وبالتالي لأنها جمعية ذات فروع ومجالات وميادين متعددة ومتشعبة في مختلف بلدان العالم القديم والحديث، فإنه ليس من السهل أيضا تحديد طبيعة الظروف والمؤتمرات الاجتماعية والاقتصادية ، التي يمكن أن تكون التنظيمات الماسونية عملا إنسانيا يتوجه بها إلى الجماعة الإنسانية على ضوء العرض الادعائي القائل بأن الماسونية تنظيم إنساني كان في خدمة الجماعة الإنسانية بأسلوب التستر والخفاء، وشأنه في ذلك أنه تطور بالأعمال الإنسانية السرية التي كانت في المجتمع الإنساني القديم في مراحل تناقضاته وصراعاته.!! وعلى هذا فإنه ليس لدى الباحث ما يعاون على الوقوف الموضوعي في هذه القضية حين يتناول الجذور التاريخية للحركة الماسونية سوى ما يمكن ترجيحه بالدراسة المقارنة بين مختلف المصادر التي تحدثت عن الماسونية ما بين مؤمنة بها مدافعة عنها، وما بين متنكرة لها محاربة لكل ما تمثله. [ المرجع المسابق، صـ23، بتصرف.] والذي يمكن ترجيحه كما ذكره صاحب كتاب" القوة الخفية " أن الجمعية الماسونية تأسست باسم "القوة الخفية"في السنة الثالثة والأربعين بعد يسوع، وأن مؤسسيها هم من اليهود" وقد سموها بذلك ، لأن القوة ولدت فيها- على زعمهم- منذ إنشائها وتبقى مخفية فيها بحيث تنمو رويدا رويدا إلى حين نفوذها. السر في إنشاء الماسونية أو سبب نشأتها: ولم يكن يقصد في ذلك الزمان إلا نفوذ أمرين: الأول: عرقلة مساعي رجال يسوع، وملاشاة كل ما كانوا يعملونه، الثاني: المحافظة على النفوذ السياسي، غير أن تلك القوة لم تكن تنمو كثيرا في هذا الاسم المخيف، فكانت تزدهر أوقاتا بتكتم سحري، وتختفي - وهي الخفية- متأخرة أوقاتا أخرى، وذلك بالنظرلما كان يخفي من أعضائها قتلا خفيا دون أن يعرف أحد الشخص الخفي ولا كيف أخفى ولا أهله أيضا يعرفون ذلك ، ولا كونه عضوا في الجمعية، ومن كان يعرف به ؟ هم وحدهم ، ومن كان يجرؤ أن يفشي السر؟ لا أحد، من أفشى يهلك مثل من هلك، وذلك كله لصرامة قانونها القديم وشدة الاحتفاظ بالتكتم الشديد، فعند أقل مخالفة أو ثبوت إحدى الشبهات على الأعضاء ، كان يحكم على مرتكبها بالموت، بموجب حكم محكمتها التي كانت مؤلفة من ثلاثة قضاة فقط يلفظون الحكم بحق المتهم فيما بينهم أو بالأرجحية دون حضور ذلك المسكين ولا استجوابه عن شىء، بل لمجرد فحص سري، واستنادا على اتفاق الثلاثة قضاة ، أو اثنين منهم، كان يلفظ الحكم بحقه، دون أن يعرف هو بالحكم، ولم يكن يعرف ذلك الإعلام الهائل المرعب ، إلا حال دقيقة قتله. فتلك البربرية بكل فعلها ، من عظم التكتم، وشدة صرامة قانونها، والعقوبات الفظيعة المذكورة. كل ذلك كان القصد الوحيد الأساسي منه في الأزمنة الأولى:منا هضة يسوع ومناوأه تعاليمه وسياسته ،ثم إن هناك غاية قصوى، ومرمى بعيدا، الا وهي تقوية العنصر اليهودي وإرجاع العالم إلى اليهودية ، كما فهم من النصوص التي وردت في بعض فصول الكتاب. وفيها اتهام " يسوع" بالدجال. ثم ذكر "محمد" -صلى الله عليه وسلم- بالدجال،مؤسس وناشر الدين الإسلامي، الذي ادعى النبوة كالدجال يسوع، وقد حصل عنه الخفيين من شديد الاستياء عند ظهور "محمد" وعظم البغض لرجاله وتابعيه، ما هو أشد من استيائهم من رجال يسوع. [ القوى الخفية، نقلا عن: الماسونية ذلك العالم المجهول، صـ 43-44, بتصرف.] حتى قال قائلهم - وهو " لافي موسى لافي": في أواخر الجيل السادس للدجال يسوع الذي أضنكنا- أي جعل حياتنا ضنكا- بتدجيلاته، ظهر دجال آخر ادعى التنبؤ بالوحي،وأخذ ينادي بالهداية مرشدا العرب الذين كانوا عبدة الأصنام إلى عبادة الإله الحق، وسن شرائع مخالفة لسنة ديانتنا اليهودية ، فمال إليه كثيرون في مدة قصيرة، فقمنا نناهض دعوته وإرشاده، وسنته، ونصرخ بأعلى أصواتنا لنفهم الذين يميلون إليه وإلى رجاله أنه وإياهم دجالون كسابقهم"يسوع" ، بلغ تعبنا أقصى الدرجات ولم يحالفنا النجاح، وكلما ناهضنا تلك التعاليم المفسدة طمعا في استمالة أولئك الشعوب إلينا، تكاثر عدد أتباع محمد يوما فيوم كأتباع" اليسوع"، غير أن بين هؤلاء وأولئك لفارقا، وهو أن القوة التي كانت لأتباع يسوع غير منظورة ، بخلاف القوة التي تعضد المحمديين فإنها محسوسة-يشير إلى الجهاد- هذا وقد منعنا شعبنا من الاشتراك معهم ،وبرهنا أن اليهود الذين مالوا إليهم إنما هم السذج وفي مرتبة البهائم ، أما الوثنيون فلم نستطع ردعهم رغم مجاهدتنا، غير أننا آلينا أن لا ننفك عن ملاحقتهم كملاحقتنا لليسوعيين وأكثر، وجعلنا التشديد عليهم من شروط ديانتنا تلي شرطها الأول وهو محاربة أتباع اليسوع، وإنما وضعنا هذا الشرط الثاني بجانب الأول لاعتبارنا الديانتين" اليسوعية والمحمدية" سواء في القضاء على ديانتنا." [ الماسونية ذلك العالم المجهول، صـ 117-118، بتصرف.] وقال آخر "وبينما كان الملك "أكربيا" المؤسس وخلفاؤه يسعون لسحق العقائد الدينية ، وجعل العالم كله يهوديا، ظهر الداهيتان "يسوع محمد" فوقعا على اليهود، وبالأخص على التسعة محتكري السر كالصاعقة. [المرجع السابق، صـ 117-118،بتصرف.] إذا.. تبين من جميع نصوص هذا التاريخ، أن مبادئ الجمعية الأساسية هي مناوأة يسوع ورجاله ومحمد ورجاله،والاحتفاظ بالدين اليهودي وحده دون سواه. [ المرجع السابق، صـ45.] وقال "لوران": فتلك النصوص جميعها متفقة على أن القصدالأساسي من إنشاء الماسونية الأم"القديمة" هو قتل المسيحية، وهدم أركانها، وإعلاء شأن الدين اليهودي. وأما كيف تطورت مبادؤها؟ يقول "صموئيل" : لما تأكد جديا"جوزف لافي" أن تلك البربرية كانت حاجزا في سبيل الوصول إلى الغاية البعيدة المقصودة، وفي سبيل تقدم الجمعية، ارتأي أنه لا يدرك الغرض إلا بتغيير اسم الجمعية، وبعدها اقترح الاسم "فرانما سونري" أو"الجمعية الماسونية" وذلك في "24 حزيران سنة 1717م"، ومنذ ذلك التاريخ تطورت الجمعية تطورات متنوعة وتغير محورها القديم من حيث البربرية ، ومن حيث أمور كثيرة ما عدا التكتم الذي بقى الاحتفاظ به بأشد الصرامة، حتى ضرب به المثل فيقال في كل أمر شديد الخفاء "سر ماسوني"فأخذت تنمو وتتقدم قليلا إلى أن بلغت شأوا عظيما، إلىحيث يمكن القول أنها قلبت شكل العالم أي انقلاب. تقول أم "صموئيل" هذا: يابني إن الماسونية هي يهودية بحتة، وهي التي زعزعت أركان الكون، وهي التي دكت عروش الملوك والسلاطين، وهي التي حطمت التيجان، وهي التي أذلت وحقرت الأديان، وهي التي بدهائها اليهودي أسالت أنهر دم الأبرياء، وأن كل عمل مخل بالأديان إنما مصدره منها، لأنها بمبالغتها في تفسير الكلمات الثلاث:حرية - مساواة-إخاء، قد أفلتت الأعنة للبشر، وهي التي بثت روح التمرد في رؤس النساء غير الفاضلات، ثم تقول إننا لا نرى في سائر البلاد التي انتشرت فيها الماسونية ، سوى مشاهد وأعمالا قد لاشت الدين والشرف وقضت على الأدب والذوق، تلك هي بلية عظيمة تهدد المجتمع الإنساني، وكل ذلك يخالف على الأخص الديانتين المسيحية والإسلام"[ المرجع السابق، صـ48-49، بتصرف، وانظر بتوسع: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، إشراف وتخطيط ومراجعة، د/ مانع بن حماد الجهني، صـ 513- 520 ، صـ 530- 560، ط دار الندوة العالمية ، وللطباعة والنشر والتوزيع، ( الطبعة الثالثة) الرياض ، 1418هـ] تعصب الماسونية ضد المسيح والمسيحية:إن الناظر في بداية تكوين جمعية "القوة الخفية" يدرك أنها ما قامت أساسا إلا من أجل محاربة المسيح وتعاليمه وأتباعه، وهكذا اتخذ الملك "هيردوس أكريبا" من هذه الجمعية قاعدة منظمة أبلغ تنظيم ، متحمسة غاية التحمس للقضاء على أتباع يسوع الدجال -كما كان يسميه زعما أولئك المضلون، في نظرهم- واحباط مساعيهم الفاسدة ، وإبادتهم إذا أمكن ذلك. وبدأت الجمعية ممارستها الفعلية لتلك البشاعات التي إذا عظمت في فرد أو جماعة استحق عليها أفضل الرتب، وأعظم التكريم، وبتأسيس الجمعية ثم إنشاء فروع لها في سائر الجهات، تختلف في الاسم والراية، وتتفق في الأسلوب والهدف، يتم انتقاء عناصرها من خاصة الشعوب، وسر نجاحها في سريتها وكتمانها، وقوة إرادة أبنائها، وعزم أعضائها وإخلاصهم واجتهادهم لها. وتم تأسيس أول محفل باسم " محفل أورشليم" الذي اقيم في دهليز، سمي "هيكل سليمان"، ولم تأل الجمعية جهدا كبيرا في تكبير حجمها، وتكثير عددها، والقضاء على أعدائها، وتقتيل أتباع المسيح، هذا. وقد اتخذت لها طقوسا ورموزا والتزامات مع تعيين الوظائف وطرق العضوية... الخ ثم مات الملك "هيردوس أكريبا" مؤسس الجمعية ، خلفه"حيرام أبيود" الذي كان أشد عداء لأتباع لمسيح من سابقه، وبعد موت "حيرام" وخلفه"طوبلقاين أيود" هكذا كلما مات واحد خلفه آخر، والجمعية تمضي ثابتة، وأحيانا سريعة في عدائها للمسيح والمسيحيين واضطهادهم لهم بفضل تعاليم تلك الجمعية اليهودية أو المنظمة الماسونية. وكذلك مما لا ينسى تعاليم التلمود الحقود، بشأن المسيح وأتباعه.!! ولئن كان الهدف الأول أو القديم للجمعية "القوة الخفية"هو القضاء على المسيح وأتباعه وتعاليمه، فإن الهدف الثاني والأهم هو القضاء على كل دين سوى الدين اليهودي، كما صرح بذلك "حيرام" مرارا، أنه مهما تعددت الأديان فينبغي أن نحاربها ونلاشيها بقوة اتحادنا ودوام مجاهداتنا ومثابرتنا على التجرد الذاتي. [ راجع بتوسع: الماسونية ذلك العالم المجهول، صـ 50- 117.] ويتضح تعصب الماسونية ضد المسيح والمسيحية في الحوار الذي يكرس به العضو، حيث نجد التصريح بالعداء للمسيح، ومنه.. يقول الرئيس: على ماذا أقسمت؟ يقول العضو: على التوراة، يقول الرئيس: هل علمت بكتاب سواه؟ العضو: نعم، هناك إنجيل وقرآن لشرذمة خارجة عن الإيمان والبشرية، الرئيس: هل تؤمن بهما؟ العضو: أؤمن بالتوراة فقط، الكتاب الصحيح الذي أنزل على موسى ، أما المسيح ومحمد فعدوان لدودان لعقيدتنا. الرئيس: ما رأيك في المسيحية والإسلام؟ العضو: المسيحي أخذ تعاليمه من التوراة، والمسلم أخذ تعاليمه من التوراة والإنجيل معا. الرئيس: أيهما أفضل، الأصل أم الفرع؟ العضو: الأصل أفضل ولا شك. (ويبرز في الهيكل أثناء التكريس لهذه الدرجة ، تمثالان، أحدهما لموسى والآخر لهارون، حيث يوقف الرئيس العضو بينهما، ويسأله) الرئيس: من هذا؟ العضو: هذا موسى، الرئيس: ومن هذا؟ العضو: هذا هارون. الرئيس: هل تؤمن بسواهما؟ العضو: كلا. الرئيس: إذن عليك أن تلعن سواهما. العضو: "ألعن المسيح ومحمدا، وأقبل قدمي موسى وهارون،" الرئيس: من ربك؟ العضو: رب موسى وهارون ، رب إسرائيل والمؤيدين لإسرائيل ، وهنا يقّبل الرئيس العضو، فيقبل العضو يديه، ومن ثم يقلده وشاح هذه الدرجة ، وعليه أسماء الأسباط الاثني عشر، ويعطيه شهادة.." [ القوى الخفية اليهودية العالمية (الماسونية) صـ 26،27, بتصرف.] "ومن أبرز مظاهر الحقد المكشوف التي لم يتورع اليهود من نشرها ضد المسيح وبيان كراهيته، ما قاله "ابن هخت" في كتابه:A Jew in Love""صفحة 120: إن صلب المسيح هو أحسن ما قامت به الغوغاء، لقد كانت حركة بارعة عقليا رغم أنها لم تتم على الوجه المطلوب، ولو كنت قائدا للغوغاء، ثم عهد إلى بإعدام المسيح لقمت بواجبي، ولكن بطريقة أخرى، كنت أرسله في سفينة إلى روما ليقدم هناك طعاما للأسود، وعندئذ لا يدعي المسيحيون مخلصا لهم من اللحم المفروم." [ نقلا عن : الأفعى اليهودية في معاقل الإسلام، عبد الله التل، صـ 60،ط/المكتب الإسلامي، 1391،هـ /1971م.] هذا "وقد جاء في النشرة الماسونية الفرنسية ، كانون الثاني سنة 1848م "ما نصه: الطائفة الماسونية ليست فقط لا تقبل النصرانية، ولكنها تثير حربا عليها. وقال أحد زعماء الماسونية الفرنسية يوما:" لن يرتاح الماسون حتى يحولوا جميع الكنائس المسيحية إلى هياكل للحرية"[ القوى الخفية اليهودية العالمية (الماسونية) صـ 77،] والذي زار أوربا وأمريكا يرى أن جل الكنائس -إن لم يكن كلها- تحول إلى هذا المعنى الذي قصده الماسون، حتى صارت الكنائس تستأجر للأفراح وللدعارة ، وهي أيضا خاوية على عروشها، ومنها ما يباع ويستأجر للمسلمين. "وعمد الماسون اليهود كذلك إلى اجتذاب الأحداث وتنشئتهم على مبادئ الكفر وفساد الأخلاق،وأنشأوا من أجل ذلك الجمعيات التي تضم الأطفال الأبرياء الذين يعمدونهم علىطريقة الماسون ويربونهم على مبادئ الماسون، مستخدمين في ذلك المغريات التي تستهوي نفوس الأطفال، حتى الأعياد المسيحية، قد أوجدوا مقابلها أعيادا ماسونية في أيام أعياد الكنيسة، لكي يبعدوا الأطفال عن أصول دينهم فتتشرب عقولهم الروح الماسونية بيسر وسهولة، وحين أجهزالماسون اليهود على التعليم الديني في فرنسا، توجهوا في أوائل القرن العشرين إلى الشرق لإتمام المعركة ضد الكنيسة." [ الأفعى اليهودية، صـ 65.] "ومن خطط الماسونية الواضحة ، قولها: إن الأفعى اليهودية تتغلغل في قلوب الأمم التي تقاومها وبواسطة الماسونية وهي تتم تطويق الأرض، حتى تصل إلى فلسطين. لقد استهدفت المخططات التلمودية محاصرة المسيحية واحتوائها والسيطرة عليها كخطوة أولى في سبيل تحقيق هدفها في السيطرة على البشرية، وقد كانت خطتها التي حملتها" الماسونية" ونفذتها هي: - الانتقام من الكنيسة الكاثوليكية التي فرضت قوانينها. - ولقد وجهت الماسونية هدفها لخدمة اليهودية التلمودية، وحرب المسيحية ، وكان الفلاسفةالأحرار جميعا.-كما أطلق عليهم- محاربين للكنيسة، علىامتداد التاريخ الأوربي كله. ومنذ إنشاء المحفل الماسوني في بريطانيا عام 1717م والماسونية تحارب التعليم الديني ، وتسهم في تأسيس مدارس علمانية بهدف القضاء على نفوذ الكنيسة. وقد صدرت أول نشرة بابوية ضد الماسونية عام1738م. وفي عام 1856م بعد أن أصبح الماسون في مركز القوة، وتولى كثير منهم الوزارات والمناصب العليا، أصدروا نشرة صريحة أعلنوا فيها موقفهم من الأديان،ومماجاء فيها " نحن الماسون لا يمكننا أن نتوقف عن الحرب بيننا وبين الأديان لأنه لامناص من ظفرها أو ظفرنا، ولن نرتاح إلا بعد إقفال المعابد، وإذا سمحنا لمسيحي أو مسـلم بالدخول في أحد هياكلنا فإنما ذلك قائم على شرط أن الداخل يتجرد من أضاليله". وقد فهم رجال المسيحية الماسونية على حقيقتها ، وظلوا طيلةالقرنين الماضيين في حرب لها، وكشف لأساليبها باعتبارها خطرا على الأديان كلها، وعلى المسيحية بالذات ، ولكن المسيحية في العصر الحاضر لم تلبث أن غيرت موقفها!! ولقد كشفت بروتوكولات صهيون ، عن هدف الماسونية ، كمؤسسة لليهودية التلمودية ، هذا الهدف الذي يرمي إلى تحطيم الديانة المسيحية تحطيما كاملا، والقضاء على الحضارة المسيحية الأوربية، فتقول البروتوكولات:" لقد خدعنا الجيل الناشئ وجعلناه فاسدا، متعفنا بما علمناه من مبادئ ونظريات، يجب أن نحطم كل عنان الإيمان، وتكون النتيجة المؤقتة لهذا هي إثمار الملحدين.. يجب أن نكتسح كل الأديان والعقائد الأخرى، وإن كان هذا يؤدي إلى وجود ملحدين ينكرون وجود الخالق، واليوم تسود "حرية العقيدة" في كل مكان، ولن يطول الوقت إلاسنوات قليلة حتى تنهار المسيحية انهيارا تاما". ولقد كشفت كتابات رجال الماسونية "فوليتر، ورسو، ورينان" عن رأيهم في السيد المسيح، وعباراتهم عنه قاسية ولئيمة. ويتحدث" اميل الخوري جرب" عن "مؤامرة اليهود على المسيحية" داعيا إلى التمييز بين الموسوية واليهودية وأشار إلى أن معركة ضارية قامت بين اليهود والمسيحية حيث وجهت اليهودية عنايتها إلى القدح والذم وتلطيخ المسيحية بأقبح الصور ، وأنها أخذت تحارب المسيحية بالمذاهب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تهدم الروح المسيحية والمبادئ القومية، وتقويض أركان الدول المسيحية فتحقق اليهودية أغراضها بصورة غير مباشرة دون أن تصطدم بها وجها لوجه، وقد نجحت اليهودية بهذه الخطة إلى حد بعيد. وقال: إن هناك مئات من المجلدات كتبها اليهود تطعن في المسيح والمسيحية والقديسين والكنيسة والأسرار." [ المخططات التلمودية اليهودية الصهيونية، صـ 57-61، بتصرف.] أن تمجيد العنصر اليهودي يجب أن يكون أهم واجبات الماسوني.وقد أشار البروتوكول الرابع إلى الماسونية عندما قال: من ذا الذي يستطيع أن يخلع قوة خفية عن عرشها، هذا هو بالضبط ما عليه حكومتنا الآن، المحفل الماسوني المنتشر في كل أنحاء العالم يعمل في غفلة كقناع لأغراضنا، ولكن الفائدة التي نحن دائبون على تحقيقها من هذه القوة"الماسونية " في خطة عملنا وفي مركز قيادتنا لا تزال على الدوام غير معروفة للعالم كثيرا. وتقول الماسونية: علينا أن نسمح بالانحلال في المجتمعات غير اليهودية فيعم الفساد والكفر، وتضعف الروابط المتينة التي تعتبر من أهم مقومات الشعوب فيسهل علينا السيطرة وتدمير مقومات الشعوب غير اليهودية والقضاء على الأخلاق والدين، وإثارة الفتن والحروب. [ المخططات التلمودية، صـ 57، بتصرف.] وعلى الجملة:" فما تفرق في البشرية من الرذائل والمنكرات، قد تجمع في اليهود، فحقت عليهم لعنة الله "[ جنايات بني إسرائيل على الدين والمجتمع، صـ 31.] كما قال الله: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون} [ سورة المائدة: 78-79.] نعم .. إنهم اليهود الذين لعنهم الله وغضب عليهم ، وجعل منهم القردة والخنازير ، لأنهم أساس الفساد،وجرثومة الجريمة في أنحاء العالم بطرق ملتوية وبواطن خبيثة، يظهرها الله تعالىعلى لسانهم أو على لسان غيرهم[ راجع بتوسع: المخططات الماسونية العالمية ، د/ أحمد محمد دياب 85-105، ط/ دار المنار، الأولى، عام 1410هـ/1989م.] ولقد كشف البروتوكول الأول عن الشعارات المزيفة التي تبنتها الماسونية لخداع الجماهير، فيقول:"لقد كنا أول من صاح في الشعب فيما مضى بالحرية والمساواة والإخاء، تلك الكلمات التي راح الجهلة في أنحاء العالم يرددونها بعد ذلك دون تفكير أو وعي، وأنهم لفرط ترديد هذه الكلمات حرموا العالم من الإخاء، كما حرموا الأفراد من حريتهم الشخصية الحقيقية. [ حكومة العالم الخفية، صـ 28.] ونهيب بمن أخفى عليهم مكر أعداء الله، فانضموا- بحسن نية- إلىتلك التنظيمات الضالة ، أن يطلعوا على تراث دعاة الحرية والإخاء والمساواة، بعد أن كشفوا عن نواياهم، وافتضح أمرهم، وانكشف سرهم للجميع، لعلهم يثوبون إلى رشدهم، ويتوبون إلىربهم، ويعرفون أن الخير في دينهم، وفي قرآن ربهم وهدي نبيهم صلى الله عليه وسلم [ المخططات الماسونية العالمية، صـ 68، بتصرف.] وقد قال تعالى: وتأتي الصهيونية على رأس القائمة للمنظمات اليهودية ، وعلى رأس قائمة البنات غير الشرعيات للماسونية العالمية أو القوة الخفية. "ففي سنة 1869م عقد في مدينة"براغ" اجتماع يهودي سري ، على قبر الحاخام الأكبر "سيمون ابن يهوذا" وذلك بقصد تطوير مخططات اليهود. لقد قام الحاخام" ريشورون" خطيبا في هذا الاجتماع ، ومما جاء في خطبته قوله" لقد وكل آباؤنا للنخبة من قادة "يهوه" أمرا للاجتماع مرة- علىالأقل - في كل قرن، حول قبر حبرنا الأعظم"سيمون يهوذا" الذي تعطي تعاليمه للصفوة من كل جيل سيطرة على جميع العالم، وسلطة على نسل يهوذا. وها قد مضى ثمانية عشر قرنا على حرب يهوذا، من أجل تلك السيطرة ، التي وعد بها أبونا"إبرام" ، والتي اغتصبها الصليب منا ، وداسها بالأقدام ، وكان شعبنا على الدوام مهددا بالموت والاضطهاد والاغتصاب. وإذا كنا قد انتشرنا في جميع أنحاء العالم، وذلك لأن العالم كله ملك لنا...ومنذ قرون عديدة حارب حكماؤنا الصليب بشجاعة وعزيمة لاتغلبان... إن شعبنا يخطو شيئا فشيئا نحو القمة، وفي كل يوم تزداد قوتنا ، نحن نمتلك آلهة هذا العصر، تلك الآلهة التي نصبها لنا " هارون" في الصحراء إنها العجل الذهبي الذي عندنا، والذي يعتبر اليوم إله العالم أجمع، ومنذ اللحظة التي نصبح فيها المالكين الوحيدين للذهب في العالم، فإن القوة الحقيقية تصبح ملك أيدينا، وعندئذ نحقق الوعود التي قدمت "لإبرام" ، كانت القرون الماضية لأعدائنا ولكن القرن الحالي والقرون المقبلة ستكون لنا ،إن عصور العذاب والاضطهاد - التي تحملها الشعب اليهودي بصبر وشجاعة- قد ولت ، وشكرا لتطور المدنية بين المسيحيين وتقدمها ، إن هذا التقدم هو الدرع الواقي الذي نختبئ وراءه، لنعمل بثبات وسرعة خاطفة من أجل إزالة الفجوة التي ما زالت تفصلنا عن غاياتنا النهائية، دعونا ننظر في الحالة المادية لأوربا، نجد اليهود في كل مكان هم سادة المال، لأنهم يملكونه ، ويتحكمون فيه." [ إسرائيل والتلمود، دراسة تحليلية ، صـ 110،د/ إبراهيم خليل أحمد، والمخططات الماسونية العالمية، صـ 98، 99، بتصرف.] إن قول الحاخام" ريشورون": " وها قد مضى ثمانية عشر قرنا على حرب يهوذا" وقوله:"والتي اغتصبها الصليب منا" يدل على أن القوة الخفية تضرب في الأرض جذورا عميقة، إلى الفترة التي ظهر فيها المسيح ،على الأقل ، ومقاومة اليهود لدعوته. كما تدل أيضا على موقفها من المسيح والمسيحية. وبينما تجاهد الصهيونية - في اندفاع- لتنفيذ خطتها، فإنها تأخذ عدتها، وتستعـد للمعركـة ، معركة"ارميا صيدون"أو "هرمجدون" وهي معركة حاسمة للجميع عندما يقوم أعداء المسيح بضربتهم الأخيرة للسيطرة على العالم ، ومحور المسيحية وغيرها ، ولهذا فعلى الكنيسة المسيحية أن تختار بين الله ويهوه، وعلى هذا الاختيار يتوقف مصيرالعالم كله. [ القوى الخفية،لليهودية العالمية "الماسونية" صـ 11. وخطر اليهودية العالمية ، عبد الله التل، صـ 236-238، بتصرف.] لا يخلو تحديد مفهوم الصهيونية العالمية من اختلاف في وجهات النظر، بل تناقض وتعارض في أحيان كثيرة، وهذا نابع من التوجه الفكري المختلف في أسسه ومضمونه لدى متتبعي هذه الحركة. [ الصهيونية العالمية: نشأتها وطبيعتها (أحمد رياض) ص 73، ط/ الدارالعلمية ، بيروت، 1973م.] لذلك لا نجد مبررا للخوض في هذا الخلاف حتى يستقيم المقام هنا، فهدفنا الأساسي هو تحديد بعض ملامح مفهوم هذه الحركة الصهيونية باختصار شديد حتى نتمكن من استنتاج الدلالات والمعانى العنصرية التى تكشف الحركة الصهيونية العالمية . فمفهوم الصهيونية : حركة يهودية سياسية اشتق اسمها من صهيون، وهو جبل في جنوب القدس -جاء ذكره في مواضع متعددة من التوراة- وتهدف هذه الحركة الصهيونية إلى إعادة مجد إسرائيل بإقامة دولة صهيونية في فلسطين العربية." [ المرجع السابق، صـ 23-24 بتصرف.] وهو تعريف مثله مثل العديد من التعريفات الأخرى، لا يخلو من نقص، ويمكن تعريفها -كذلك- باختصار بأنها: " حركة سياسية عنصرية يهودية ذات أهداف عدوانية ، وهذا ما تؤكده الوقائع التاريخية التي تخص هذه الحركة، وهي حركة يهودية، لأنها تضم اليهود فقط، على أساس الرأي القائل: كل صهيوني يهودي، وليس كل يهودي صهيونيا، "[ المرجع السابق، صـ25.] "لذلك وصفتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنها "شكل من أشكال العنصرية، والتمييز العنصري" في قرارها رقم 3379 الصادر في تاريخ 10 نوفمبرعام 1975 م"[ الصهوينة غير اليهودية : جذورها في التاريخ العربي، ترجمة / أحمد عبد العزيز، عالم المعرفة، 1985م، العدد: 96، صـ 7، بتصرف.] وهذه الملامح الأساسية لمفهوم الصهيونية، هي ما نستطيع استخلاصه من تتبعنا المختصر لنشأة الحركة الصهيونية وتطورها عبر سنوات طويلة،كانت أهدافها العدوانية والاستعمارية محددة المعالم وواضحة من قبل مفكريها منذ مراحلها المبكرة ، واستمرت في النمو والتبلور خلال تاريخها اللاحق حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن من عدوان وقهر وظلم واستبداد وكبرياء وغرور ولا مبالاة بصرخات العالم للظلم الذي تمارسه، والقهر الذي تفرضه على الأبرياء في فلسطين والعرب في كل مكان. [ الاتجاهات التعصبية، د/ معز سيد عبد الله ، صـ 234، 235، بتصرف.] والمتابع لتاريخ نشأة الحركة الصهيونية يجد أنها امتدت عبر ثلاث مراحل يمكن عرضها باختصار على النحو التالي: 1- مرحلة ما قبل مؤتمر بازل: وتمثلت هذه المرحلة ببروز الرواد الأوائل الذين أسهموا إسهامات فعالة في نشوء هذا الفكر وانضاجه وتحويله إلى حركة عنصرية شغلت العالم بأساليبها العدوانية التي اتبعتها لتهيمن على مقدرات الشعوب وتوسع سلطانها على أكبر بقعة من الأرض لتثبت دعائم دولتها العنصرية على أسس أفصحت عنها معطيات هذه المرحلة والمراحل التي أعقبتها. فقد ظهرت الحركة الصهيونية إلى الوجود في منتصف القرن التاسع عشر على شكل مقالات ، وخطابات وكتب ألقاها وحررها زعماء ومفكرو الحركة الأوئل حتى تثبت دعائم هذا الفكر في نهاية ذلك القرن. ومن أهم دعاة الحركة الصيونية العنصرية في هذه المرحلة من مراحل تطورها على سبيل المثال لا الحصر:"الحاخام يهود المالي" و"موسى هس"و"موشية لايب ليلنبلوم" و"تيودورهيرتزيل" مؤسس الصهيونية الحديثة. وقد نشأت خلال هذه المرحلة جمعيات وحركات ومنظمات يهودية بارزة كان هدفها الترويج والتمهيد للحركة الصهيونية، وإقامة مشاريع الاستيطان في فلسطين. ومن أهم هذه الجمعيات على سبيل المثال: أ-جمعية رعاية الاستيطان اليهودي في فلسطين، وتأسست عام 1860م ب- حركة الإصلاح اليهودي، وتأسست عام 1884م جـ منظمة أحباء صهيون، وتأسست عام1882م 2- مرحلة المؤتمر التأسيسي للحركة الصهيونية: إن مؤتمر "بازل" الشهير الذي عقد في سويسرا عام 1897م لم يكن البداية الحقيقة للحركة الصهيونية ، وفكرها الأساسي وإنما كان إحدى الحلقات الرئيسية للمخطط المرسوم من قبل المفكرين الصهاينة كما أشرنا في البداية- وعلى رأسهم المؤسس الرسمي لتلك الحركة تيودور هيرتزل" ورئيس مؤتمرها الأول، والذي احتفظ بهذا المنصب حتى المؤتمر السادس ، والمطلع على الأفكار الصهاينة للمفكرين الصهيونيةالذين برزوا قبل إنعقاد المؤتمر الأول يجد أن الكثير منها يتطابق مع ما جاء به المؤتمر الأول من مقررات. [الاتجاهات التعصبية ، صـ 235-236.] وهو ما يوضح وجود مخطط مرسوم للأفكار العنصرية الصهيونية يسير في اتجاه النمو والتطور ويتضح من خلال نتائج ومقررات هذا المؤتمر التي تحددت على النحو التالي: أ)- المقررات العلنية: 1- تشكيل "لجنة العمل" ومهمتها تبنى المفاوضات وعقد الاتفاقات وكل المساعي الممكنة لفرض إقامة دولة يهودية. 2- تأليف"المصرف الاستعماري اليهودي" برأسمال قدره مليون جنيه إنجليزي، ويوضع تحت تصرف لجنة العمل، وهناك مقررات سياسية أخرى تضمنت الوسائل الكفيلة بتجميع يهود العالم "الشتات" في الوطن المزعوم، وتنظيم العلاقة مع الشعب اليهودي. ب)- المقررات السرية: 1- استعمال كافة الوسائل "دول، وشخصيات" بهدف إقامة دولة صهيون على أرض فلسطين. 2-ربط الجمعيات اليهودية بكافة المنظمات الدولية والسياسية لاستغلالها في الغرض ذاته. 3- التظاهر في المجتمعات التي تحتقر اليهود بالشخصية المسيحية مع الإيمان السري بأن المسيحية هي عدوة اليهودية. 4- تدعيم النظام السري في كل بلد من العالم حتى يأتي يوم تسيطر فيه الدولة اليهودية على الدول الأخرى. 5- السعي الحثيث لإضعاف الدول السياسية القائمة بنقل أسرارها إلى أعدائها، وببذر بذور التفرقة والشقاق بين حكامها بواسطة الجمعيات السرية. 6- إن على اليهود اعتبار الجماعات الأخرى قطعانا من الماشية، يجب أن يكونوا لعبا في أيدي حكام صهيون. 7- اللجوء إلى التملق والتهديد والمال في سبيل إفساد الحكام والسيطرة عليهم. 8- يجب أن يكون ذهب الأرض في أيدي اليهود حتى يمكن السيطرة على الصحافة والمسرح والمضاربة والعلم والشريعة لاثارة الرأي العام، وإفساد الأخلاق، والتهييج للرذيلة ولملاقاة كل ميل إلى التهذيب المسيحي، ولتشديد عبادة المال والشهوة. هذه هي المقررات السرية والعلنية التي صدرت عن المؤتمر الأول، والتي عملت الصهيونية جاهدة على تحقيقها. وبالفعل طبقت الأكثرية منها، وتعتبر المقررات السرية أشد خطرا على الإنسانية جمعاء لما فيها من مطامع وأحلام بغيضة. [ الاتجاهات التعصبية، صـ 236، 237.] 3- مرحلة ما بعد المؤتمر التاسيسي:تميزت هذه المرحلة بنشاط مكثف لترسيخ الأسس النظرية للصهيونية العالمية وبالنشاط العلمي الدؤوب من قبل روادها وعلى رأسهم " تيودر هرتزل" وكذلك بروز جمعيات ومنظمات انبعث بعضها من المؤتمر الأول، والأخرى تأسست لخدمة الأهداف التي تبناها المؤتمر ذاته دون أن يوصى بتأسيسها. وكان لهذا النشاط أثره في صدور اتفاقية" سايكس بيكو"عام 1916م التي مزقت الوطن العربي شر تمزيق، وكذلك الحصول على وعد "بلفور" عام 1917م، [ الصهونية العالمية، صـ 45-54، بتصرف.] وذلك بإقامة وطن قومي "للصهيونيين " في فلسطين ، وبدأ توطين اليهود في فلسطين حتى عام 1948م، عندما أعلنت دولة إسرائيل في وقت لم يكن عدد اليهود أثناءه يتجاوز 629 ألف نسمة، مقابل1,319،000نسمة من العرب. وقد فضلت الحركة الصهيونية إطلاق اسم إسرائيل على هذه الدولة مفضلة ذلك على الاسم الذي كان "هرتزل"قد اختاره وهو"دولة اليهود" والأسباب التي دعتهم إلى ذلك يبدو أنها كثيرة، من أهمها: أ)- ايجاد تناسق بين اسم الدولة والاسم العبري لفلسطين، وهو أرض إسرائيل. ب)- إيثار الصفة العنصرية الكامنة في اسم إسرائيل على الصفة الدينية في لفظة اليهود. ج)- عدم الرغبة في التذكير بالحدود القديمة لمملكة اليهود البائدة، التي لم تكن تشمل إلا القسم الجنوبي من فلسطين من دون البحر، بما يمثل قيدا تاريحيا للمطامع التوسعية الاستعمارية للصهاينة الذين يريدون أن يضعوا تحت قبضتهم أوسع رقعة ممكنة من الوطن العربي." [ الشخصية الإسرائيلية، حسن ظاظا، صـ 19، بتصرف.] هذه هي أهم مراحل تطور ونمو الفكر الصهيوني على مدار أكثر من قرن من الزمان ، قدمناها، باختصار مع إبراز أهم خصائصها والنتائج التي أسفرت عن نمو هذا الفكر. [ الاتجاهات التعصبية، صـ 238.] اليهودية والصهيونية: إن العلاقة بين اليهودية والصهيونية علاقة جمعية لا يمكن انفصامها، فهـمابمثابة عملة واحدة لها وجهان. "والصهيونية (Zioinism) -كما علمت- نسبة إلى جبل صهيون الذي يقع في الجنوب من بيت المقدس، وقد اقتحمه داود إبان ملكه، واستولى عليه من اليبوسيين الذين كانوا يقطنونه "وأخذ داود حصن صهيون" وأقام داود في الحصن وسماها"مدينة داود" وأصبح صهيون مكانا مقدسا لاعتقاد اليهود بأن الرب يسكن فيه، فقد ورد في المزامير: "رنموا للرب الساكن في صهيون". وعلى هذا فالصهيونية تعمل على استقرار بني إسرائيل في فلسطين، أي في جبل صهيون وما حوله وهي كذلك تأييد ذلك بالقول أو بالمساعدة المالية أو الأدبية. وبناء على ذلك.. فالصهيوني هو اليهودي الذي يؤثر أن يعيش في فلسطين، وهو كذلك من يساعد اليهود ماديا أو أدبيا ليستوطنوا فلسطين. ويرى اليهود أن موسى كان أول قائد للصهيونية ، وأول من شيد صرحها ووطد دعائمها، فهو الذي قاد بني إسرئيل ليدخل بهم فلسطين عقب خروجهم من مصر، ولم يدخل موسى أرض الميعاد ولكن خلفاءه دخلوها، وهبت أعاصير ضدهم حين أقحموا أنفسهم في هذه البلاد، وأخرجوا منها عدة مرات، وفي كل مرة كان فريق منهم يتطلع للعودة لأرض الهيكل وللحياة في صهيون، وهؤلاء هم الصهيونيون. وبعد خروجهم سنة 135م اجتثاثا لدابرهم وتدميرا لجذورهم ،حتى إن الفتح الإسلامي عندما جاء بعد ذلك بخمسة قرون(636م) لم يكن بإيلياء (بيت المقدس) يهودي واحد، إذ كانت الأطماع في الاستقرار بفلسطين قد زالت ، فارتضى اليهود الحياة في موطن الهجرة، وبخاصة في البلاد الإسلامية حيث تمتعوا بما يكفله الإسلام لغير أتباعه في المجتمعات الإسلامية من حقوق، وتوقفت بذلك حركة الصهيونية حينا من الزمان، استمر قرونا ، ومر الزمن ولم يبد اليهود قط أي لون من ألوان الولاء للبلاد التي عاشوا بها واشتركوا في مؤامرات ضدها، فتعرضوا لحركة اضطهاد عنيفة في أكثر البلاد التي نزلوا بها، وكان من أشدها قسوة المذبحة التي نزلت بهم في روسيا سنة 1882م. وعلى إثرها بدأت حركة الصهيونية من جديد، وأدرك اليهود - مرة أخرى- أنه ليس ثمة عيش لهم إلا في أرض أسلافهم ، أرض الميعاد، وبدأ مسلسل جديد لم تنته حلقاته بعد!! [ راجع بتوسع: اليهودية: د/ أحمد شلبي، صـ 125-132، والموسوعة الميسرة، صـ 561- 569.] الصهيونية حركة سياسية دينية:الصهيونية كحركة سياسية، تهدف إلى جمع اليهود ولم شملهم تهجيرهم إلى فلسطين، لتأسيس دولة يهودية فيها، تدين بالدين اليهودي وتتميز بالعنصر اليهودي وبالثقافة اليهودية، وبإرادة بعث مملكة داود، نشأت في أواسط القرن التاسع عشر على يد والدها وزعميها الأول"تيودور هرتزل". أما الصهيونية كحركة دينية فكرية، أو تمدنية شاملة، تهدف إلى تمكين العنصر اليهودي من أداء رسالته، وتتفهم هذه الرسالة كتملك لأرض الميعاد، وقهر لجيرانها الأعداء، وتركيز لسلطة العالم الروحية والحضارية والفكرية في صهيون، فهي فكرة قديمة ، قديمة جدا، فهي أقدم من موسى وتوراته، ودلائل وجودها متوفرة في دين البطاركة، أي في دين العبريين أثناء وجودهم في مصر، بل وقبل دخولهم مصر. والواقع أن الصهيونية- كما عرفناها- دينيا وفكريا، هي لب الروح اليهودية الأصلية ، فهي التي حافظت على عبرية العبريين في مصر، ومنعتهم من الانصهار في جسم الأمة المصرية، ولولا ها لما كان هناك اضطهاد للعبريين من قبل المصريين، ولا كان خروجهم هربا من ذلك الاضطهاد. [ راجع بتوسع: أصول الصهيونية في الدين اليهودي، د/ إسماعيل راجي الفاروقي، صـ7-35، ط/ مكتبة وهبة (الثانية) 1408هـ/1988م.] أصول الصهيونية في الدين اليهودي: في المنفي، في بابل- بعد سنة 586ق.م. تحول الدين العبرى إلى الدين اليهودي ففي الدين العبري كان الإله إله شعبه المختار قط يدفعه ويؤازره ويحركه ويعمل له من أجل استيطانه فلسطين والمحافظة على جنسيته وعنصره، لكنه لم يكن يتدخل في كثير أو قليل في حياة الشعوب الأخرى بعد أن تم الاستيطان الأول وقيام مملكة داود. أما بعد المنفى فقد أصبح الإله يتدخل لالحماية شعبه فحسب، بل لإذلال وإخضاع شعوب العالم لشعبه المختار، ولاستمرار استعبادهم له، على ممرالعصور، وذلك بعد أن كان أولا إله شـعـبه، وقلما كان إله الآخرين، أصبح بعد المنفي إله الآخرين، إله البشر أجمع،لا لحبه لهم ولرعايته أوهديه لهم، بل لإخضاعهم لسلطة شعبه وتسهيل استعبادهم واستعمارهم من قبل شعبه الحبيب. وهذا هو حصيلة حركة الإله من القومية إلى العالمية.!! وغيّر المنفي أيضا مفهوم التعبد من إقامة الطقوس القربانية إلى دراسة نصوص الوحي، أي التوراة والتدين بتلاوتها المستمرة، وإقامة القانون الذي جاءت به، وحطم المنفي انقسام الأمة اليهودية القديم إلى طبقات ثلاث: الكهنة واللاويين والعامة، لا تجوز الحركة بينها إلا نزولا من العليا إلى السفلى عند نقض الفرد لمقتضيات طبقته، إذ جعل من الأمة كلها طبقة واحدة ، كلها في القداسة سواء، وإن قام فيها كهنة وقفوا حياتهم على دراسة التوراة وحفظها. إلا أن أهم ما أحدثه المنفي من تغيير في الدين العبري، هو إدخاله فكرة المسيح المنتظر، أو المتوج ملكا على إسرائيل، بمسحه بالزيت المقدس، وهي فكرة انتظارمن يقوم بقيادة اليهود من منفاهم إلى دولتهم "يهودا" بعمل معجز، فيعيد لهم مملكتهم الداوودية ويحقق لهم استعبادهم واستعمارهم للبشر وسيادتهم على الدنيا كلها. وقد رأى المنفيون في شخص كورش الفارسي مسيحا أرسله الإله لينقذ شعبه المهزوم ويحقق له أحلامه الانتقامية والاستعمارية. وقامت لليهود إثر عودتهم مملكة كانت على جانب كبير من الضعف في عالم الإمبراطوريات الدولية، وهزمت هذه المملكة على يد الإغريق، ثم على يد الرومان، ولكن في كل حين لا سيما عندما كانت تجري الحوادث على عكس ما يشتهون- يتطلع اليهود إلى المسيح المنتظر ويرون فيه بلسما لجراحهم، فبعد أن شتتهم الرومان سنة70 للميلاد في أنحاء الإمبراطورية الرومانية، تصاعدت أصوات اليهود إلى السماء من جديد بأن يرسل الإله لهم مسيحا يخلصهم ويعيد لهم مجدهم التليد. بل وأصبح هذا الدعاء والتطلع النفساني الذي ينطوي عليه عنصرا مكونا للدين اليهودي. ففي أقدس أوقات السنة في يوم التكفير أو "يوم كيبور" يقول المصلون في آخر ما يتوجهون به من دعاء "السنة القادمة في أورشليم" وبهذا التحم الدين اليهودي بالقومية التحاما أصبح يتعذر بعده فصل السياسة عن الدين.بل دخلت السياسة في الدين بشكل أصبحت هي فحواه، وعليه أصبح الدين قومية دينية. هذا... وتقوم الصهيونية على أسس من الأفكار الخاطئة والمعتقدات الزائفة ، في قوالب نمطية ، وإدراكات متسرعة، تتمثل- لدى الشخصية الصهيونية - في : أ)- تصنيف البشر إلى فئتين:"ساميين وغير ساميين" ويقوم الصهاينة بهذا التصنيف استنادا إلى مجموعة من القوالب النمطية التي استمدوها من فكرهم عبر تاريخهم الطويل، وعملية التصنيف هذه تعد من الملامح الأساسية للتعصب الصهيوني حيث تتم التفرقة بين الناس على أساس بعض السمات أو الخصال التي غالبا ما لا تكون صحيحة. فاليهود الساميون يتسمون بمجموعة من الخصال أو الصفات التي تميزهم عن سائر البشر الآخرين، وهي غالبا ما تكون خصالا إيجابية، بينما يتسم غير الساميين بالعديد من السمات السلبية الكريهة التي تصل إلى مستوى الشتائم التي تجعل اليهود في مستوى يعلو فوق مستوى البشر، فيرفعون -أي اليهود- أنفسهم إلى مستوى التقديس والعبادة، ويتخذون موقفا عدائيا من جميع الشعوب التي يدعون أنها دون الشعب اليهودي من النواحي الخلقية والعقلية والفكرية، لذلك يمثل غير الساميين أعداء حقيقيين لليهود، وينبغي مواجهتهم بحسم وقوةمن أجل حياة أفضل لليهود. ب)- الاعتقادات الخاطئة بفكرة"النقاء العنصري اليهودي" ويقصد به: أن الأفراد في جماعة معينة يختلفون عن غيرهم من أفراد الجماعات الأخرى ككل، من حيث نقائهم وراثيا، بمعنى أنهم كجماعة لم يتعرضوا لما تعرض له غيرهم من تداخل بين السلالات المختلفة، وهذا هولب مضمون التعصب العنصري للصهيونية، لذلك تدعى نقاءها من حيث القدرات العقلية والخصائص النفسية وسائر الإمكانات البشرية الهائلة التي يتميزون بها عن غيرهم من أبناء الأمم والشعوب الأخرى، مع الإيمان العميق بحقارة أمم العالم، ويتضح ذلك من خلال استخدامهم العديد من الألفاظ الكريهة والسلبية في وصفهم شعوب العالم سواء في ذلك الشعوب الإسلامية أو الشعوب المسيحية، وارتباط كل شعب منها بمجموعة من الصفات السيئة وأكبر دليل على ذلك أن تقرأ التلمود أو البروتوكولات فهم يقولون:" من ليس يهوديا ليس إنسانا ويمكن تسميته صرصورا، أو حيوانا يسير على قدميه، ويمكن تسميته غريبا أو عدوا".[ الاتجاهات التعصبية، صـ 240-241، بتصرف.] فاليهود شعب مميز عن بقية الشعوب منفصل عن الجنس البشري، لا يخضع للقيم الأخلاقية التي تخضع لها سائرالشعوب ، ولذلك فإنه قادر على ارتكاب الجرائم باسم القيم والأخلاق والأهداف التي يقررها هو حسب هواه. وفي مقابل هذا التفرق العنصري والعرفي الحضاري لليهود، طرح الصهاينة فكرة التخلف العربي، العرقي والحضاري أيضا . "فهرتزل" حينما تحدث عن تفوق الحضارة الغربية متمثلة في المستعمر الصهيوني، فإنه تحدث أيضا عن فلسطين، باعتبارها "هذا الركن الموبوء البالي من الشرق" وقد عبر عن رغبته في أن تكون الدولة الصهيونية بمثابة الحائط المنيع الذي يقف ضد"الهمجية الشرقية" التي يمثلها بطبيعة الحال- العرب عامة والفلسطنيون خاصة". ولذا فعلاقة اليهود بالأغيار (أوغير الساميين)لا تتسم بالمودة أوالتعاون ، إذا أن الأغيار "ذئاب"وقتلة يتربصون دائما باليهود ويحاولون الفتك بهم،والعرب هم كلهم من الأغيار. [ العربي الفلسطيني في الفكر الصهيوني، عبد الوهاب المسير، كتاب العربي، 19 صـ 141-149، بتصرف.] هذا.. ومن يسلم بنقاء شعبه يسلم كذلك بدونية أو انحطاط الشعوب الأخرى التي يعتقد أنها تعاديه، والواقع أن فكرة "النقاء العنصري" لم تعد تصمد أمام الدراسات البيولوجية" العضوية" والسيكولوجية "النفسية" الحديثة، فمن الصعب- إن لم يكن من المستحيل- الوقوف على شعب أو أمة واحدة لا توجد فروق بين أبنائها في أي خاصية من الخصائص الجسمية أوالنفسية بالشكل الذي يزعمه الفكر الصهيوني. فاليهود ينتمون إلى طائفة دينية واجتماعية اندمج فيها في كل العصور أشخاص من أجناس متباينة، وكان أولئك المتهودون يدخلون فيها من جميع الآفاق المسكونة بالبشر، من اليهود الأحباش"الفلاشة" إلى يهود الأشكناز "من الجنس الجرماني" إلى التاميل"اليهود الأفارقة الزنوج" إلى اليهود الهنود الذين يسمون بنو إسرائيل، واليهود الخزر الذين ينتمون إلى الجنس التركي، فهل هناك من هذه الأنواع الإسرائيلية نوع يعتبرمن ناحية التشريع والتحليل ممثلا حقيقيا ونقيا للجنس اليهودي؟[ الشخصية الإسرائيلية، د/ حسن ظاظا، صـ 35-36، بتصرف.] الإجابة إنه من المستحيل ذلك في ظل الأدلة العلمية، وهذا هو مضمون الاعتقاد الصهيوني الخاطئ الذي يمثل محورا هاما للتعصب العنصري، فرغم وجود أدلة موضوعية على خطأ الفكرة يتمسك بها صاحبها لدرجة أنه لايستطيع أن يتقبل سواها".[ الاتجاهات التعصبية، صـ 241-243، بتصرف.] ج)-الاعتقادات الخاطئة الخاصة بأنهم "شعب الله المختار"وهذه هي الشريعة التي يقوم على أساسها التعصب الديني للصهيونية، فهم يستندون إلى نصوص من التوراة تؤكد غرورهم ووهمهم في هذا الجانب ، فظهرت في تعبيراتهم اللغوية ألفاظ يطلقونها على أنفسهم لتؤكد هذا الغرور، وتزيد من الالتحام والتضامن اللذين يربطان بعضهم ببعض، وجعلوا هذه الظاهرة مرتبطة باختيار إلهي لهم دون سائر الشعوب في الأرض وبإرادة سماوية لا قبل للبشر بمقاومتها، فمن هذه الألفاظ ادعاؤهم انهم أبناء الله وحلفاء الله وأحباب الله.!!! ويفسرون هذا الاختيار الإلهي بأنه تفضيل للأقوى والأصلح، ويردونه إلي ليلة المصارعة العجيبة التي أدي فيها جدهم يعقوب-إسرائيل-امتحان القوة والصبر على المكاره بنجاح باهر. وبهم يعاقب الله الأمم الأخرى، وهم يبقون وحدهم في آخر الزمان متسلطين على رقاب العالم ، وهم - باختصار - الذي يلعبون دور البطولة على هذا المسرح الهائل - مسرح التاريخ-والأمم الأخرى ليست إلا أشخاصا ثانوية خلقهم الله لتكملة مشاهد هذه المسرحية الطويلة وحوادثها، على نحو تظل فيه البطولة لإسرائيل." [ الشخصية الإسرائيلية، د/ حسن ظاظا، صـ 36-37، بتصرف.] كل من المعاني السابقة تمثل أفكارا أو اعتقادات خاطئة ، وقوالب نمطية نسجها اليهود من وحي الخيال، محاولين الاستناد إلى بعض معاني التوراة مما يمثل موضوع شك واختلاق لا يقبله العقل أو الدين، والمثال على ذلك يصل إلى حد أنهم في تعبيراتهم الشعرية يروون"أن الرب قد اتخذ أمتهم عشيقة له، بل إنه تزوجها زواجا أبديا، حتى إنها إذا خانته ودنست شرف العلاقة القائمة بينها وبينه لم يطلقها كما يفعل أحقرمخلوق من البشر، ولكنه يكتفي بأن يغضب ثم يرضى، وأن يعاقب ثم يصفح، فهي الأم الحبيبة المعشوقة المدللة، التي تعلم مقدما أن الرب لن يجرؤ يوما ما على قتلها مهما أجرمت ".[ الاتجاهات التعصبية، صـ 243-244،بتصرف.] وتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا سبحانه وقد أخبر في القرآن الكريم ردا على زعمهم: د)- الاعتقادات الخاطئة بحتمية الصراع وفناء العالم أمام إسرائيل: "بناء على مجموعة المشاعر القومية الموجودة لدى الصهيونيين ، والخاصة بإحساسهم بالاضطهاد من قبل كل العالم -والعالم العربي خاصة-فإنهم يعيشون في ترقب وحذر يجعلان من الضروري دخولهم في صراع شامل مع أعداء السامية في كل النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، والعسكرية...الخ وهو ما يحدث الآن بالفعل، وهذا الصراع حتما لابد من أن ينتهي بفناء من يقف أمام الصهيونية في زعمهم، بل يمكن أن يؤدي إلى فناء العالم لوساعدت الظروف على ذلك ، فإسرائيل هي التي ينبغي أن تستمر،وما عداها لا بد أن ينتهي، وهذه الاعتقادات مظهر هام لتعصبهم العنصري ترتبط بغرورهم وشعورهم بالتميز والقوة أكثرمن العالم بشكل يصل إلى حد الضلالات، لأن الشعور بالتميز يرتبط إلى حد كبير بالشعور بالعظمة والتعالي والكبرياء." [ الاتجاهات التعصبية، 245.] * والحق يقال:إن العكس من هذا سيحدث بإذن الله ، مع تحقيق وعد الآخرة، وزوال دولة اليهود، وفناء اليهود أيضا على يد عباد الله. * "هذا... والصلة بين الماسونية والصهيونية وطيدة، والعلاقة بينهما حميمة، فقد تسللت الصهيونية إلى الماسونية بجميع محافلها التي تدار عن طريق التسلسل من قيادة يهودية لا يدخلها غير اليهود." [ حكومة العالم الخفية، نقلا عن المخططات التلمودية، صـ222، بتصرف.] وتحاول الصهيونية الادعاء بأن اليهودية أول دين محترم أنزله الله على هذه الأرض، وأن ما عداه أديان باطلة، وأن هذه الأديان أوجدت الفرقة بين الشعوب، وإنهم بمجهوداتهم سيحطمون الأديان ويعيدون الناس إلى دينهم هم. [ المخططات التلمودية، صـ 222.] إن المسألة اليهودية عبر التاريخ إنما هي وليدة الصراع بين اليهودية والمسيحية الغربية، ولم يكن للعرب والمسلمين شأن في هذا الصراع. ولقد حاولت الصهيونية -منذ وقت بعيد-تذليل المسيحية لأهدافها، وذلك بالربط بين العهد القديم والعهد الجديد، واحتواء البروتستانتية، وإخضاعها لمفاهيمها ، وقد حملت الصهيونية التلمودية على المسيحية، وحاولت التشكيك فيها بهدف احتوائها والسيطرة عليها من ناحية أخرى، ولقد كان هدف الصهيونية التحررمن القوانين التي فرضتها المسيحية على المجتمع اليهودي داخل المجتمع المسيحي، وكانت الثورة الفرنسية والثورات الأوربية المختلفة عاملا على إحلال القومية والوطنية محل الدين، وبذلك انهارت هذه القيود، وتمكن اليهود في المجتمع الغربي كله من الانطلاق والعمل في مختلف المجالات، واستطاعوا السيطرة على الأحزاب السياسية وتوجيهها الوجهة التي تمكنهم من قيادة الأمم والدولة. وقد تمكنت الصهيونية من السيطرة على التعليم والصحافة والثقافة وأجهزة الإعلام الغربية على النحو الذي مكنهم من أن يفرضوا على العقل الغربي مفاهيمهم سواء بشأن السيطرة على فلسطين أو بشأن تدمير مقومات الإنسان الأخلاقية والدينية عن طريق الفلسفات والمذاهب الاجتماعية والاقتصادية التي طرحوها وأعلوها وأعطوها من بين المذاهب المختلفة دفعة القوة والتمكين. [ المرجع السابق، صـ223.] كما كانت تهدف الحركة الصهيونية للسيطرة على العالم الإسلامي بوصفه مسلما أولا، وبوصفه ملتقى القارات، وبه الطاقة، والثروة، وكل ما تريده يهودية الربا في السيطرة عليه، وإن الظروف السياسية التي وجدت ، والتي صنعت صنعا قد واتت على تحقيق الهدف في ظل ضعف العرب والمسلمين، وسقوطهم تحت سلطان الاستعمار الغربي أكثر من قرنين من الزمان. وليست الصهيونية إلا الصيغة الحديثة والعصرية للمطامع اليهودية في إقامة الدولة العالمية مستخدمة كل الوسائل والأساليب سواء منها الدينية والأسطورية أو العلمية والعصرية لتحقيق هدف التوسع والسيطرة والإدالة من الإسلام وأهله، ولقد يبدو واضحا في الحديث عن اطلاق اسم "خيبر"على معركة 1967م ، وغيرها من الأحداث والمحادثات ما يدل على هذا المعنى الذي يرتكز في غزو ثقافي، لإحلال مفاهيم يهودية تلمودية محل المفاهيم القرآنية الإسلامية"[ المرجع السابق، صـ 109، بتصرف.] لقد مارس اليهود أساليبهم التنظيمية، بشكلها المعروف حاليا، مع بداية وجودهم و أيام موسى عليه السلام' و هم آنذاك كانوا طليعة إيمانية لدعوة موسى عليه السلام، - فها هم اليهود في مصر- تحت حكم فرعون و اضطهاده لهم- وقبل خروجهم منها،إذ علموا أمر الخروج من مصر، قامت نساء قوم موسى بأمر عجب ، حيث استعرن من المصريات حليهن قبيل الخروج من مصر - بدعوى أنهن في حاجة إليها مدة ثلاثة أيام في البرية، بغرض القيام ببعض الطقوس الدينية [ انظر سفر الخروج، 3/21، 22، 12/35، 36والنص" حين تمضون إنكم لاتمضون فارغين بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها أمتعة فضة، وأمتعة ذهب، وثيابا وتضعونها على بنيكم وبناتكم فتسلبون المصريين"]، و من هذه الحلى صنع رجالهم"العجل الذهبى" بإشارة من السامري' ووقع الاجماع عليه منهم. و صدق الله العظيم إذ يقول و فعلهم الأول كذب و نصب و احتيال جماعي' و فعلهم الثاني: أكبر الشرك و أقبحه. - و"مردخاى "دس ابنة أخته "أستير" في قصر"أحشويرش" بعد أن دربها على الإغراء والإغواء ' فولدت له "كورش" الذي دفعته والدته إلى "بابل" ليثأر لأخواله منها، و يعيدهم إلى أرض كنعان' ليباشروا إعادة الهيكل، في حماية حراب الفرس ، فهذا تآمر و عمالة إذن. - و"هيردوية" قدمت "لهيرودوس" كأس الشراب بيد' و ابنتها "سالومي" باليد الأخرى' ليقدم لها رأس "يوحنا المعمدان" (يحيى عليه السلام)- قبل أن يقضى ليلة حمراء - على طبق من الذهب[ أنجيل متى،140/1-14. بتصرف.] إنها أساليب القوة الخفية اليهودية. -و "نيرون" أغوته زوجته اليهودية "بوبايا" بحرق روما، بتحريض من المؤرخ اليهودى المشهور "يوسيفوس"، حيث قدم "يوسيفوس" إلى روما من القدس، مبعوثا من القوة الخفية للتوسط في إخراج بعض زعماء اليهود الذين زج بهم "نيرون" في السجن، و كذلك بتحريض نيرون على القضاء على مهمة القديس "بولس"، الذى انتشرت دعوته في روما بشكل واسع، فلما لم يستجب نيرون لمطالب "يوسيفوس" اتفق مع "بوبايا" على حرق روما، و إخراج اليهود المسجونين من سجنهم وسط الدخان و اللهب، و اتهام نيرون بالجنون، تمهيدا للتخلص منه فقالوا :"روما تحترق و نيرون على قيثارة يغني!! لقد كان نيرون "فنانا" فعلا، إلا أنه أبى أن يغير معالم المدينة خشية نقمة الشعب، فتطوع اليهود و عملاؤهم لإحراقها، بينما كان"نيرون" في رحلة صيد خارجها، و عندما علم بذلك بادر مسرعا للعمل على إطفاء الحريق، و إنقاذ مايمكن إنقاذه. إلا أنه وصل متأخرا، بعد أن أكلت النار كل شىء، فبادر ببناء مخيمات لإيواء أصحاب المنازل المحروقة، ثم بنى لهم من ماله الخاص مساكن لإيوائهم، ولقد أشاع اليهود- بتحريض من يوسيفوس وبوبايا- بأن نيرون إنما أحرق مدينته الجميلة استجابة لجنون العظمة، وجريا وراء شعر "هوميروس" في حرق طروادة، ولأنه أراد - بسبب عشقه للفن والجمال - أن يعيد بناءها كما صورها له خياله المريض و حين شاعت التهمة بين الناس و ذاعت ، لدرجة أن صدقها الناس، أراد نيرون أن يبعد التهمة عن نفسه، فاتهم المسيحيين ظلما بأنهم هم الذين أحرقوها، فانتقم منهم، و بذلك نجحت سفارة "يوسيفون"، فقد هرّب السجناء اليهود، و نكل بأتباع بولس. -لقد أغرت "بوبايا" "نيرون" أيضا بقتل أستاذه "سنيكا"' لا لسبب إلا أنه أشار عليه بإصدار قانون يحرم الربا لتخليص الشعب المسكين من جشع "شايلوك" اليهودى. - و هل مصادفة أن نصت قوانين الإمبراطور"جوستنيان" بشدة على تحريم الربا، و الرشوة، و الزنا- و تعاطىالمسكرات، و التجسس، و استخدام النساء في أغراض غير شريفة، أم أن اليهود هم الذين كانوا يحترفون مثل هذه الحرف القذرة، فاضطر ذلك "جوستنيان" إلى أن يشرع بخصوصها ما وضع من تشريعات؟!! - و المسيح من حرض على قتله، و أمر بصلبه؟ و أظهروه بمظهر الخارج على القانون، المحرض على الثورة ضد حكم الرومان، حين سألوه: ماذا يفعلون بالضرائب الباهظة التى يطالبهم بها بيلاطس البنطي.....؟ - و من صلب "بولس" في روما، و أخاه"أندراوس" في كابى، و حاول قبر المسيحية في مهدها، و ألقى بمعتنقيها في أشداق الوثنية نيفا و ثلاثة قرون. [ القوى الخفية لليهودية العالمية الماسونية،صـ 62-64،بتصرف.] -إنهم دمروا الإمبراطورية الرومانية انتقاما لتدمير معقلهم في فلسطين، كما دمروا- بعد ذلك الإمبراطورية الروسية انتقاما لتدمير دولة الخزر. [ المخططات التلمودية اليهوديةالصهيونية، صـ 38. بتصرف.] -لقد نزح اليهود إلى يثرب بعد نزوحهم من اليمن، بعد حادث سيل العرم، و جاوروا الأوس و الخزرج ، و كانوا ضعفاء بجوارهم، إلى أن قويت شوكتهم باتحادهم تحت رئيسهم" مالك بن العجلان"، لكنهم كانوا في حماية العرب، يدفعون عنهم، و يمنعون الأعراب من التعدى عليهم، و قد لجئوا إلى عقد التحالفات معهم، فكان لكل زعيم يهودى حليف من الأعراب و من رؤساء العرب،[ تاريخ العرب قبل الإسلام، د/ جواد علي، ج1، صـ 23، بتصرف، ط/ المجمع العالمي العراقي] فكانت علاقة اليهود بالأوس و الخزرج خاضعة للمنفعة الشخصية و المكاسب المادية' و لذا سرعان ما عملوا على إثارة الحرب بين الفريقين بعد أن فرقوا كلمتهم، و أوجدوا خلافا افتعلوه هم بينهم، ثم أعطوهم السلاح مع كافة التسهيلات أولا، ثم بالربا الفاحش بعد ذلك. -حتى أججوا نار الحرب بين الأوس و الخزرج نحو مائة و عشرين سنة إلى أن جاء الإسلام و آخى بينهما النبى عليه الصلاة و السلا م ،ولكن اليهود أضمروا سوءا للدعوة الإسلامية من البداية' إلا قليلا ممن أسلموا. وتلك إشارات عن دور المنظمات اليهودية مع الإسلام والمسلمين
|